أعلن مفتى الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء الدكتور علي جمعة، أن المقصود بزكاة الفطر من الناحية الشرعية، هو صدقة تجب الإفطار من رمضان، ويمكن أن يتم إخراج الزكاة قبل هذا بمقدار معين على كل نفس، ويخرج الزكاة المسلم عن نفسه ومن تلزمه نفقته، وتخرج الزكاة للمساكين والفقراء، وكذلك باقي الأصناف الـ 8 التي ذكرهم الله جل وعلا لـ مصارف الزكاة.
من مستحق زكاة الفطر؟
أوضح علي جمعة أن الله جل وعلا أوضح مصارف الزكاة في الآية الكريمة، “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، في سورة التوبة، الآية رقم، 60.
كما أعلن علي جمعة عبر صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن الله جل وعلا قد شرع زكاة الفطر لحكم عالية، وأغراض غالية، نذكر منها التالي، العمل على تعزيز التكافل الاجتماعي، بالإضافة لتعميق روح الإخاء الإنساني بين أفراد المجتمع المسلم، فيجب على المسلم الذي أغناه الله جل وعلا من فضله ألا ينسى أخاه المسلم الفقير، وأن يسعى لتهدئة نفسه، وراحة باله من سؤال الناس في هذا اليوم، حتى يفرح في العيد هو ومن يعول مثلما يفرح أخوه الغني، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، “أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال”، كما قال البيهقي في الكبرى، والدارقطني في سننه”.
كما أوضح الدكتور علي جمعة، “الى أن الدين الإسلامي قد حث على الرفق بالفقراء وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يسر المسلمون بقدوم العيد عليهم وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال، فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر, طهرة للصائم من اللغو والرفث, وطعمة للمساكين, من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة, ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.
وقت إخراج زكاة الفطر
وأعلن علي جمعة يجب أن يتم إخراج زكاة الفطر قبل دخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الحنابلة والشافعية أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، كما أجازت الحنابلة والمالكية إخراج زكاة الفطر قبل وقتها بيوم أو يومين، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يرى بهذا بأساً إذا جلس من يقبض زكاة الفطر، وقد ورد عن الحسن أنه كان لا يرى باسأً أن يعجل الرجل صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين.
لمن تعطى زكاة الفطر؟
- الفقراء.
- المساكين.
- العاملين عليها.
- المؤلفة قلوبهم.
- في الرقاب.
- الغارمين.
- في سبيل الله.
- ابن السبيل.
أوضح الدكتور علي جمعة أن تلك الأصناف الـ 8 سالفة الذكر الذين ذكرهم الله جل وعلا في سورة التوبة، الآية رقم، 60، التي توضح لمن تعطى الزكاة، وأضاف يجوز أن يعطي الإنسان زكاة الفطر لشخص واحد، كما يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من شخص، وفي حالة توزيع الزكاة على أكثر من شخص لابد من تحقيق التفاضل بينهم لتحقيق إغناء الفقير، فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان الأفضل والأحق للحصول على الزكاة.
هل تخرج زكاة الفطر طعاماً أم نقوداً؟
ورد سؤال لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، هل زكاة الفطر تخرج طعام أم نقود؟، وأجاب عضو مركز الأزهر للفتوى الشيخ أحمد عبدالحليم، أن كل عام يحدث خلافاً بين العديد من الأشخاص حول إخراج زكاة الفطر تكون مالاً أم تكون نقوداً، لكن الفقهاء قد حسموا هذا الخلاف والمفتى به فى الأزهر الشريف هو جواز إخراج زكاة الفطر مالاً، والدليل على هذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل قاضياً إلى اليمين، وأمره بأن يأخذ الصدقات فقال لهم سيدنا معاذ، “ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ خَمِيصٍ ..”.
وأشار الشيخ أحمد عبدالحليم، أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً، وهذا ما ذهب إليه الشافعية، وحيث أن الغرض من زكاة الفطر هو إشباع الفقير، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “طعمة للمسكين، وطهره للصائم”، وإذا كانت زكاة الفطر طعمة للمسكين، فيجيب أن نراعى فيها مصلحة الفقير، فإذا كان حاجته للمال فتعطى له الزكاة أموال، وإذا كانت مصلحته فى الطعام فتعطى له الزكاة طعاماً.
إقرأ دعاء اليوم الـ 18 من شهر رمضان 1441 هجرياً/ 2020 ميلادياً
